بينما كان أحدهم يصور أبناء القطاع المنكوب، القطاع المخذول، القطاع الذي يفوق الجميع شرفًا وعزة، بينما كان يصورهم وهم يصطفون أمام طوابير الخبز بحثًا عن كسرة تسد رمق أطفالهم حتى ” ما يموتوا بدون أكل” ، سأله أحدهم : ” لمين بتصور”؟! ثم بدأ في تعداد الخذلان الرسمي للدول ( الشقيقة)، الخذلان المستمر منذ ١٦ سنة وليس وليد اليوم، حتى لا يتحجج أحد بأنه سحب يده عنكم بسبب ما جرى في السابع من اكتوبر !
فعلًا يا أخي لمين بتصور ؟!
نحن غثاء كغثاء السيل، تاريخنا كاذب، وبطولاتنا وهمية، وعلى استعداد لبيع الدين نفسه من أجل هوياتنا الفرعية !
لمين بتصور ؟!
وقد ماتت النخوة، وانعدم الضمير، واندثرت الرجولة، وباعونا قبلكم في مزاد الكراسي !
لمين بتصور ؟!
والمأساة واضحة للعالم المنافق منذ ٧٥ عامًا، حتى أننا من سذاجتنا بدأنا نخاطب الغرب بلغته ليقرأ روايتنا التي كتبها بيده، وها هو يستمر في كتاباتها كما يشاء، ها هو يمد عدوكم بكل شيء يبيدكم، ونحن نعجز أن نربت على أيديكم !
لمين بتصور ؟
نحن نشاهدكم ونعرف أحوالكم منذ زمن، لكن عروبتنا سبقتكم إلى الكفن !