نشاط غير مسبوق بأسواق المال العالمية
أن المتتبع لتحركات الأسواق المالية بأدواته المختلفة بما فيها العملات والسلع والمعادن ومؤشرات الأسهم الرئيسية يلاحظ التحركات الكبيرة لنطاق تذبذب أسعار هذه الأدوات، لدرجة أن العديد منها يواصل تحقيق أرقام قياسية تاريخية، وهنا تبدأ التساؤلات لدى العديد من المستثمرين إلى أي مدى يمكن أن تستمر الأسعار في ارتفاعها؟ ومتى هو الوقت المناسب للتخارج من المراكز الحالية؟ فيما بدأ من هم خارج السوق بمتابعة ومراقبة تلك التطورات على أمل أن يشكل ذلك فرصة إستثمارية جيدة.
وأكثر ما شد إنتباه المتابعين هي التطورات السعرية لأسعار الذهب تلك المادة المتداولة بين أغلب أفراد المجتمع وخاصة بعد تسجيلها لمستويات قياسية تعتبر تاريخية بعد ارتفاع سعر الأونصة بما يزيد عن 30% منذ بداية العام الحالي وصولاً لمستويات تخطت فيه حاجز الألفين دولار للأونصة، فيما ارتفعت الفضة بما يزيد عن 50% خلال نفس الفترة وسجلت أعلى مستوياتها في حوالي 7 سنوات.
وعلى صعيد العملات فقد سجلت عملة الإحتياط الأولى في العالم الدولار الأمريكي في تموز السابق أكبر تراجع شهري في آخر 10 سنوات وبنسبة زادت عن 4% لتتداول عند أقل مستوى لها في عامين، وعن مؤشرات الأسهم يواصل مؤشر ناسداك هواية تحقيق الرقام القياسية المتتالية فيما لا يبتعد مؤشر ستاندرد آند بورز عن تحقيق قمة تاريخية جديدة سوى عدد قليل من النقاط.
أن الأحداث والعوامل المؤثرة على حركة الأسواق تشهد إرباكاً وقلقاً لم يسبق لها مثيل وخاصة عندما يتعلق الموضوع بفيروس كورونا وتطورات إنتشاره وفرص التعافي الإقتصادي وكذلك التوترات الصينية الأمريكية وغيرها العديد من العوامل والأحداث المؤثرة، تلك التطورات الغير متوقعة والتي يصعب التكهن بمستقبلها جعلت التعامل مع حركة وتوقعات الأسعار مهمة تحتاج الإنضباط الكبير بقواعد الإستثمار والإلمام بنظام إدارة مخاطره.