الفن في مواجهة التغير المناخي
يقول الفنان والمخترع الإيطالي ليوناردو دا فينشي إن الفنون هي تاج العلوم، فهي تنقل المعرفة إلى جميع الأجيال في العالم، وهو يشير إلى امتلاك الفن لقوة فريدة تمكنه من نقل المعرفة إلى الناس.
واحدة من أبرز القوى التي يمتلكها الفن هو كونه عابر للثقافات والحضارات وحتى الزمن، فاللوحات والأعمال الفنية غالبا لا تحتاج إلى ترجمة أو شرح مرافق، فهي بخطوطها ورموزها تعبر عن رسالتها.
وعندما يعجز العلم بياناته وأرقامه عن لفت انتباه الناس إلى المخاطر التي تواجههم جراء التغير المناخي، فإن الفن يمتلك القدرة على أن يكون مصدر إلهام للبشرية للتفكير في تلك المخاطر، عبر تجسيد قصص تتخطى الحواجز الثقافية، وإيجاد التعاطف مع المجتمعات التي تواجه مخاطر متزايدة ناجمة عن تغير المناخ.
ويعمل الفن هنا دور الوسيط في نقل مشاعر المتضررين من مخاطر التغير المناخي حول العالم من مجتمعات بشرية وتجمعات حيوية، إلى بقية البشر لخلق حالة من التعاطف والوعي والحيلولة دون وقوع الكوارث والتأهب لمواجهتها.
ويناط بالفن دور أساسي في تعزيز الثقافة المجتمعية وتنميتها وخلق حالة من التفاعل الإيجابي بين المجتمع وقضاياه الملحة، من خلال التعبير عن تلك القضايا بوسائل إبداعية، وتعزيز الإبداع يعمل على تنمية التفكير النقدي والاشتباك الإيجابي بين تلك العناصر.
يرسم الفنانون أعمالهم حول مظاهر سلبية تضر في البيئة، قد تكون تلك الأعمال بسيطة تعبر عن واقعهم المعاش في الحي أو المدينة أو الدولة، ويعكسون أثرها على المجتمع في لوحة واحدة، يكون هدفها دق جرس الإنذار ولفت الأنظار على تلك الممارسات التي قد تتسع لتشمل مواضيع مهمة أخرى كالحفاظ على الغابات واستخدام الطاقة المتجددة وحتى حماية الدبب القطبية.